مجلة نماء
أيت الغازي بوبكر
يسعى البحث إلى تدقيق النظر في القراءات المعاصرة للقرآن الكريم في فكرنا الإسلامي، وذلك من خلال النموذج التونسي، الذي يعتبر من بين الأقطار الإسلامية التي يسمع فيها أكبر عدد من الأصوات الداعية إلى مقاربة جديدة للظاهرة الدينية، نظرًا لتاريخه المتأثر بحوار طويل وقديم مع أوربا وعقلها النقدي، والشرفي عبد المجيد واحد من أبناء هذا القطر، الذي أثبت في كتاباته جرأة منقطعة النظير ربما لا يشاركه فيها سلفه من موضع الباحث المستقل، فقد كرس جهده لمعاينة المصادر الدينية معاينة نقدية منهجية، على ضوء النقد التاريخي، كما أنه يعيد النظر بطريقة جذرية في تفسيرات الأجيال الأولى من المسلمين، وتجديد الوظيفة التفسيرية للإسلام كدين يعطي العالمَ معنًى، وعلى غرارهما يدعو إلى قراءة غائية للقرآن الكريم، وذلك بالتوسل بمناهج مستوردة من البيئة الغربية، ومن ثم الاشتباك مع النص القرآني عبر القراءة التفكيكية، إيذانًا منه بعدم وجود قراءة واحدة للنص، كما فعل قبله محمد أركون ونصر حامد أبو زيد، وغيرهم كثير.