أبي الجعد: منارة التصوف وملتقى الثقافات

أضيف بتاريخ 01/10/2025
عبر وم ع


تتجلى عراقة مدينة أبي الجعد المغربية في إصدار جديد يكشف النقاب عن كنوزها الروحية والمعمارية. الكتاب الذي صدر بثلاث لغات عن دار "أكسيون كومينيكاسيون"، بإشراف الباحثين لحسن حداد وسعد الحسيني، يقدم رؤية شاملة لهذه الحاضرة التاريخية.

تميزت أبي الجعد، التي تعتبر جوهرة التراث المغربي، بدورها المحوري كمركز إشعاع صوفي، حيث لعبت الزاوية الشرقاوية دوراً محورياً في تأصيل التصوف بالمنطقة. وقد أدى هذا التأثير الروحي إلى تشكيل نمط حياة فريد وثقافة إبداعية متميزة، جعلت من المدينة ملتقى للعلماء والمفكرين على مر العصور.

يستعرض الكتاب، من خلال مساهمات نخبة من المؤرخين والأنثروبولوجيين وعلماء الاجتماع، الأدوار المتعددة للزاوية الشرقاوية في تطوير النسيج العمراني وترسيخ قيم الحوار والتعايش. ومن المثير للاهتمام أن المدينة شهدت تعايشاً فريداً بين المسلمين واليهود في فترات تاريخية مهمة، مما يعكس روح التسامح التي ميزت المنطقة.

تتجلى أهمية هذا العمل في توثيقه الدقيق لتاريخ المدينة منذ ظهور فكر الشيخ أبو عبيد الله الشرقي، مستعيناً بخبرات متنوعة من مؤرخين ومخططين حضريين وفنانين، الذين ساهموا في رسم صورة متكاملة لهذه التحفة المعمارية ومركز العلم والمعرفة.