من الأمور الجائزة والواقعة عند الأشاعرة كرامات الأولياء، يقول صاحب جوهرة التوحيد:
وأثبتن للأوليا الكرامة * ومن نفاها فانبذن كلا
فما معنى الولي ؟وما معنى الكرامة؟
الولي: هو العارف بالله تعالى، المواظب على الطاعة، المجتنب للمعاصي، المعرض عن الانهماك في الملذات والشهوات المباحة. وقد سمي الولي وليا لأن الله تعالى تولى أمره، فلا يكله إلى نفسه ولا إلى غيره لحظة.
الكرامة: هي أمر خارق لعادة تظهر على يد عبد ظاهر الصلاح يلتزم بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم مصحوبا بتصحيح الاعتقاد والعمل الصالح.
ومن الشواهد النقلية الدالة على ثبوت الكرامة قصة مريم عليها السلام وما اختصت به من ضروب الآيات، فقد كان زكرياء صلوات الله عليه يصادف عندها فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، ويقول معجبا: أنى لك هذا. وإلى هذا يشير القرآن الكريم، قال تعالى:" َتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" [آل عمران : 37]
وقصة أصحاب الكهف وما جرى لهم من الآيات ولم يكونوا أنبياء إجماعا...
وصفوة القول: فقد اتفق أهل الحق على جواز انخراق العادات في حق الأولياء.
*****
المراجع:
(1- الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد، للجويني، ص، 316، مطبعة الخانجي سنة1950.
(2 - شرح جوهرة التوحيدللباجوري، ص: 340 تحقيق محمد أديب الكيلاني وعبد الكريم تتان.
(3 - الموافق في علم الكلام، للإيجي ص: 370 طبعة عالم الكتب/بيرت بدون تاريخ.
(4 - شرح السنوسية الكبرى، للإمام أبي عبد الله السنوسي، ص: 351.
(5 - الملل والنحل للشهرستاني، 1/102.
(6 - شرح جوهرة التوحيد للباجوري، ص: 298.
(7 - غاية المرام في علم لكلام، لسيف الدين الآمدي، ص:286.
(8 - موقف العقل والعم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين، الشيخ مصطفى صبري 4/32.
(9 - شرح جوهرة التوحيد للباجوري، ص: 297