تعد حِرفة الخراطة في مدينة وزان من المهن العريقة المتجذّرة في التاريخ، وتوارثتها أجيال من الحرفيين الذين يسعون للحفاظ عليها رغم تراجع انتشارها. وتُعتبَر صناعة السبحة، أو التسابيح، إحدى مجالات الخراطة التي تكتسب رمزية خاصة في الوسط الصوفي نظرًا لارتباطها بالطرق الصوفية مثل الطريقة الوزانية.
وفي حي الجمعة بمدينة وزان، يشير أحد الحرفيين المتمرسين إلى أنّ عدداً محدوداً من الصناع التقليديين ما زالوا يكافحون للحفاظ على الحرفة، مستخدمين أنواعاً مختلفة من الخشب لصناعة التسابيح، مثل خشب الزيتون، الصليب، المشمش والعنّاب. ويرى هؤلاء الحرفيون أنّ بقاء هذه الصناعة مرهونٌ بزيادة الترويج للمدينة وتشجيع السياحة، بما يتيح تسويق المنتجات واستقطاب الشباب لتعلّم المهنة وتأمين استمراريتها.
وتعوّل الأوساط المهنية في وزان على إقامة مزيد من الأنشطة والملتقيات ذات الطابع الروحي، كالملتقى الدولي للمديح والسماع، وغيرها من الفعاليات التي قد تُعيد الوهج إلى الصناعة التقليدية، وتُنعش الحرف التي اندثرت أو باتت مهددة بالاختفاء، في مدينة تُعرَف تاريخيًا بحركة حرفيّة نشِطة وثقافة صوفية متأصّلة.