"أبي الجعد، أرض التصوف" هو عنوان كتاب جماعي جديد يستكشف المميزات والروافد الجوهرية لحاضرة أبي الجعد العريقة، ويستتبع جوانبها الحضارية والروحية المختلفة.

ويقترح هذا المؤلف، الذي صدر بثلاث لغات، عن دار النشر "أكسيون كومينيكاسيون"، على عشاق القراءة والتراث ومحبي الهندسة المعمارية التاريخية إلى اكتشاف الجوانب الخفية لمدينة أبي الجعد، الجوهرة الحقيقية للتراث التاريخي والثقافي والمعماري للمملكة.

ويسعى هذا الكتاب، الذي أشرف عليه لحسن حداد وسعد الحسيني، إلى تسليط الضوء على الصفات الجوهرية لمدينة أبي الجعد العتيقة، وكذلك الأدوار المتعددة التي لعبتها الزاوية الشرقاوية بهدف تأصيل ركائز الصوفية بالمنطقة، "مما أدى إلى ظهور أسلوب نمط عيش خاص ومعرفة إبداعية مختلفة".

ويضم هذا الإصدار الجديد، أفكار ثلة من المؤرخين وعلماء الأنثروبولوجيا وعلماء الاجتماع حول مساهمة الزاوية الشرقاوية في تطوير المجال العمراني وتكريس قيم الحوار، بالإضافة إلى الترحيب بالعلماء الآخرين من مختلف الزوايا. كما يبرز الكتاب أوجه التعايش الذي عرفته المنطقة بين المسلمين واليهود في لحظات حاسمة من تاريخ المغرب. وينقل الكتاب القارئ عبر المراحل الزمنية التي مرت بها المدينة منذ ظهور فكر الشيخ أبو عبيد الله الشرقي.

وأشار مؤلف هذا الكتاب، لحسن حداد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذا العمل المنجز تحت إشرافه يستعين بمؤرخين وعلماء الأنثروبولوجيا وعلماء الاجتماع، ومخططين حضريين وفنانين، الذين وثقوا بدقة هذا العمل الجميل المخصص لمدينة أبي الجعد، التي تعتبر تحفة معمارية حقيقية ومركزا تاريخيا للعلماء.

وأضاف أن مدينة أبي الجعد تستحق كتابا يسلط الضوء على معمارها ويرسم معالمها التاريخية، باعتبارها أرضا تتميز بغناها الثقافي وكونها ملتقى للثقافة الصوفية، مذكرا أن مكانة المدينة كملتقى للأدب والثقافة والصوفية جعل منها مركزا للثقافات الصوفية، ومهدا للمفكرين والكتاب ورجال ونساء المعرفة.

ويشهد هذا العمل الذي تم إصداره تحت إشراف لحسن حداد وسعد الحسيني، على العظمة التاريخية لهذه المدينة زاوية أبي الجعد، من خلال النصوص التي كتبها بدقة، كل من رشيد عبيدي، وكنزة العلالي، ومحمد بن العربي الشرقاوي، وأحمد بوكاري، وعبد المجيد بوكاري، ومؤنس الشرقاوي، ومحمد الشرقاوي بزيوي، وعبد العالم دينية، وبوعبيد البرازي، ومصطفى الحر، ولحسن حداد، وجمال حجام، وعبد الكريم جلال، ويهودا لانكري، ومحمد التهامي الحراق، ومحمد سموني، وفؤاد سويبة، وفاطمة الزهراء تابع، ومحمد تويجر ومحمد زريعة.