الموقع الطبيعي - النباتات العطرية والطبيعية والتربة بمنطقة سيدي شيكر

أضيف بتاريخ 10/03/2008
موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية


- دراسة حول الموقع الطبيعي:

تساعد معاينة المشهد الطبيعي على تمثل المشروع عبر أنموذجين متباينين ومتكاملين، تعرضهما البقعة الأرضية مباشرة:
- الأول وهو الأطراف.
- الثاني وهو الفضاء المركزي القاحل.

بإمكان التخوم العريضة التي توجد على مقربة من الماء أن تلبي حاجيات الحدائق من الري بالإضافة إلى الحرث والزراعات، وذلك بفضل السقي (أنظر التخوم المجزأة وهي آخذة في التغير تحت رحمة الفيضانات، عدا جؤجؤ السفينة، أي المسجد) الذي يتعين دعم محيطه بالأتربة.

وبإمكان الوسط، فيما وراء المقبرة، أن يؤوي البنى الخاصة برباط سيدي شيكر وأن ينبسط على شكل هندسات وثيقة الصلة بالمعمار الديني الأصيل. لكن مع فرضية أن لا يمنح منه سوى الحد الأدنى الضروري للنباتات، رعيا لعقم الأراضي، في تركيب الفضاء ورقته.

من بين النتائج التي سوف تسفر عنها هذه الإعدادات، التغير العميق الذي سيطرأ على منظر هذه البقعة. إذ يتوقع أن تتحول من مشهد يكاد يكون مجدبا متقهقرا إلى مشهد تم إحياؤه وإعماره حتى يصبح في وضع أكثر انسجاما مع الطموحات الثقافية والروحية ذات الصلة بالمشروع.

- دراسة حول النباتات العطرية والطبيعية والتربة بمنطقة سيدي شيكر:

بناء على طلب تقدمت به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، عكفت ثلة من الباحثين التابعين لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بقسم التربة، على إعداد دراستين متكاملتين. الأولى بشأن جرد للنباتات العطرية والطبية وفقا للمعايير التي يقرها علم الأحباق. والثانية تتعلق بدراسة تربة منطقة رباط سيدي شيكر.

إن دراسة عينات من تربة الموقع بالإضافة إلى التحليلات المخبرية التي أجريت عليها قد ساعدت على إظهار ثلاث وحدات كبيرة من التربة يمكن استعمالها لزراعة النباتات العطرية والطبية.

وفيما يلي لائحة غير استقصائية لهذه النباتات وتشمل الأصناف التالية:
- نعناع بوليو.
- الزعتر.
- الخزامة.
- الحبق أوالريحان.
- النعناع العادي.
- القويصة أو السالمية.

وتشير المعطيات الواردة في هاتين الدراستين إلى أن المناخ السائد في بقعة رباط سيدي شيكر ونماذج تربتها تشكل عوامل إيجابية تساعد على زراعة هذه النباتات.
إن من شأن هذه اللائحة أن تساعد على تكوين فكرة دقيقة بما فيه الكفاية حول وضعية النباتات العطرية بالمنطقة.

وقد عثر على النباتات الزراعية المشار إليها في هذا التقرير بمزارع تقع بالأملاك المتاخمة للمنطقة التي تجرى بها هذه الدراسة. وبرأي ملاك هذه الأرضي، فإن تربتها مواتية لزراعة النباتات العطرية، تماما كما تم التحقق من ذلك غداة إنجاز البحث بعين المكان.

حقا أن منتوج الأدهان العطرية المستخرجة من النباتات التي تم اجتناؤها يعتبر في حد ذاته متوسطا. ومن الواجب أن تكرر هذه العمليات سنة بعد أخرى. لكن لا بد من أن تؤخذ بعين الاعتبار المعطيات الخاصة بتساقطات الأمطار في المنطقة.

وهذه الوحدات الثلاثة الكبيرة المذكورة أعلاه هي كالتالي:
- تربة عميقة خالية من العناصر الخشنة، وهي تربة ذات جودة رفيعة، سيما إذا ما تم غسلها من زائد الأملاح والصوديوم العالقين بها. وتصلح لزارعة الخزامة والنعناع بجميع أصنافه.
- تربة يغلب عليها الحصى والحصباء بكميات جد مرتفعة فوق سطح الأراضي.
- تربة عميقة وخالية من العناصر الخشنة، ستصبح ذات جودة رفيعة، لكن إذا ما تم التوصل إلى غسلها مما يعلق بها من زائد الأملاح والصوديوم، وتصلح لزراعة الحبق(أو الريحان).
وتبقى نباتات الخزامة والزعتر والحبق أو الريحان والنعناع هي الأصناف الرئيسية الملائمة للمنطقة. ويتعين وجوبا إخضاعها في موسم استغلالها لدراسة معمقة. ويمكن الاستعاضة عن زراعات التريبليكس بزراعة الخزامة.

--الجدوى الاجتماعية والاقتصادية--

يستخلص من الدراسة المذكورة أعلاه أنه بإمكان النباتات العطرية والطبية أن تشكل بديلا ذا قيمة يعتد به للإسهام في تنمية قرية رباط سيدي شيكر. فقطاع الأعشاب العطرية يمكن أن يدر على ساكنتها مداخيل مباشرة وغير مباشرة. وفي واقع الأمر، دلت الدراسات على أنه بوسع الأعشاب العطرية أن تنتج ما يعادل 30 إلى 40 قنطارا من القمح للهكتار الواحد، أي ما يوازي ذلك من أيام العمل لفائدة الساكنة العاملة بهذه المنطقة. كما يتأتى للجماعات جباية رسوم عن الاستغلال توظفها في إعداد الطرق واستصلاحها وإحداث نبع للماء إلى جانب بني تحتية أخرى.

إن تقطير 60 طنا من دهن اليزير يستوجب استعمال 20.000 طن من هذه المادة الخام، وهو ما يعادل 86.000 يوم عمل حسب التعريفة الجاري بها العمل.

وفي ناحية دادس، قدر المنتوج سنة 1991 في 3000طن، وهو ما يعادل 186.000 يوم عمل.

هذا، وقد بات من المؤكد أن مشروع الأعشاب العطرية بضاحية الرشيدية (اليزير) يعتبر مثالا يقتدى به لتنمية المناطق التي طالها التهميش كما هو الحال بالنسبة لضاحية رباط سيدي شيكر.